الأسد: المسلحون لن ينتصروا في النهاية .. والحسم سيحتاج بعض الوقت
الأسد: المسلحون لن ينتصروا في النهاية .. والحسم سيحتاج بعض الوقت
أكد الرئيس السوري بشار الأسد ان "المسلحين لن ينتصروا بالنهاية" وإن كان "الحسم سيحتاج الى بعض الوقت"، وذلك في مقابلة نشرت مجلة "الأهرام العربي" المصرية الحكومية مقتطفات منها الخميس 20 سبتمبر/ أيلول. وشن الرئيس السوري بشار الأسد هجوما عنيفا على السعودية وقطر وتركيا متهما الدول الثلاث بمساندة وتسليح المعارضة السورية.
المثلث الحقيقي للتوازن الاستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط كان دائما وسيظل مصر وسورية والعراق
وقال الأسد ردا على سؤال حول العلاقة المتأزمة بين نظامه والسعودية وقطر، "أولئك ظهرت الأموال في أيديهم فجأة بعد طول فقر وهم يتصورون أن بإمكان أموالهم شراء الجغرافية والتاريخ والدور الإقليمي".
وأضاف أنه يريد أن "يصحح مفهوما كبيرا اعتاد الناس على ترديده دون وعي وبالذات عن مثلث الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، ذلك المثلث الذي يشمل مصر والسعودية وسورية هو في الحقيقة ليس كذلك"، مؤكدا أن "المثلث الحقيقي للتوازن الاستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط كان دائما وسيظل مصر وسورية والعراق".
القطريون كانوا الأسرع في تغذية العنف
وتابع الرئيس السوري في المقابلة التي نشرت المجلة الأسبوعية مقتطفات منها على موقعها على الإنترنت: "أما السعوديون فقد كانوا وراء العدوان في عام 1967 على مصر، وكانوا يباهون بأنهم قلموا أظافر عبد الناصر، وحتى قبل نشوب الأزمة (في سورية) كانت علاقتهم بنا علاقة وساطة ما بين الغرب الذي لا يعجبه الخط المقاوم للصهيونية الذي تنتهجه سورية وما بيننا".
وقال إن "أمير قطر يأتي إلينا حاملا أفكارا ومقترحات يعرف أن خط سورية العروبي القومي لا يساوم عليها أبدا واليوم هم يدورون بإمكاناتهم المالية في فلك هذا النفوذ الغربي ويمدون الإرهابيين بالسلاح والمال على رجاء تكرار النمط الليبي بدلا من أن يقدموا الدعم للاستقرار الإقليمي فهم يعرضون السلاح ويعملون على رعاية المسلحين وتدريبهم وتهريبهم لتقويض توجهات الدولة السورية والتأثير على قرارها وسيادتها على أراضيها". واتهم القطريين بانهم "كانوا الأسرع في تغذية العنف".
خسر الأتراك كثيرا جدا بموقفهم الذي اتخذوه من الأزمة السورية
وحول الدور التركي قال الأسد "خسر الأتراك كثيرا جدا بموقفهم الذي اتخذوه من الأزمة السورية، وهذه الحكومة تدرك جيدا أين وضعت نفسها ومعها مصالح الشعب والأمن القومي في تركيا، وهم هنا لا يبالون بهذه المصالح بقدر ما تعنيهم طموحاتهم في ما يسمى مشروع (العثمانية الجديدة) أي أن انحيازهم ليس عن حسابات تتعلق بمصالح تركيا وإنما بمصالح جماعة معينة".
واعتبر أن "تركيا كانت من بداية الأزمة تصطف إلى جوار الحلول السياسية وترى في العنف إضرارا بمصالحها الإقليمية وحتى الاقتصادية، لكن التحول جاء بمثابة انحياز لمصالح الجماعة السياسية التي تدير الحكومة وهم حاليا يواجهون مشاكل مع المعارضة التي ترى أن تركيا تدفع ثمن سياسات لا تستفيد منها سوى هذه الفئة السياسية".
الحل لن يكون إلا بالحوار الداخلي وباب الحوار مفتوح
وقال الأسد إن "المسلحين يمارسون الإرهاب ضد كل مكونات الدولة .. ولا شعبية لهم داخل المجتمع فقد أضروا بمصالح الناس واستهدفوا البنية التحتية التي تخدم الشعب السوري واستحلوا دماء السوريين".
وأكد أنهم "لن ينتصروا في النهاية، والحل لن يكون إلا بالحوار الداخلي، ومن يدعمونهم يتصورون أن الحل لابد أن يكون على النمط الليبي، والحسم طبعا سيحتاج الى بعض الوقت".
وتابع "ومع ذلك فان باب الحوار مفتوح وقدمنا مبادرات عديدة للعفو عن كل من يدع السلاح تشجيعا للحوار". واعتبر أن "الحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لحل الأزمة" في سورية، غير أنه شدد على أن "التغيير لا يمكن ان يتم من خلال تغييب رؤوس الأنظمة أو التدخل الأجنبي".
المصدر: "الأهرام"
0 التعليقات:
إرسال تعليق