في ظل الاكتساح الكبير الذي يشكله موقع «تويتر» كشبكة عالمية للتواصل الاجتماعي اخترقت كل المحظورات والحواجز ولعبت دورا رئيسا في الحراك الديموقراطي الذي شهدته وتشهده دول عديدة بينها الكويت لجهة التواصل وتبادل الآراء ومناقشتها، ظهرت على السطح أخيرا قضية عدد المتابعين Followers ومدى أهميتها بالنسبة للمستخدمين.
ورغم ان البعض يعتقد ان التكنولوجيا لا تكذب فإنه بات من المسموح القول بأن التكنولوجيا «تكذب» ولكن بـ «صدق»، وبإمكان المتابع أن يختار بين الاثنين.
الآن بات بإمكان أي شخص أن «يوهم» متابعيه على «تويتر» ان عشرات الآلاف يتابعون حسابه بل وإن شاء الملايين من خلال عدد الـ (Followers) الذين يظهر عددهم للجميع بـ «صدق»، وتختلف الأسباب الدافعة لذلك من حب الشهرة والتباهي أمام الآخرين إلى أسباب تجارية وتسويقية تلجأ إليها بعض الشركات مرورا بأسباب دعائية لترسيخ فكرة ما في ذهن المتابعين الذين قد يغيب عن أذهانهم سبب «الشهرة» الكبيرة التي يحظى بها صاحب «التويتر» المليوني.
كيف تكسب المزيد من المتابعين على «تويتر»؟
الأمر سهل، فإما أن تكون شخصية مهمة لها متابعوها على أرض الواقع فعلا، وإما أن تكون المواضيع التي تطرحها وتشارك فيها تهم المئات والآلاف أو الملايين فيتبعوك (Follow)، وإما أن تلجأ إلى الطريق الأسهل فتشتري متابعين، وهو الأمر الشبيه بشراء الأصوات مثلا في الانتخابات مع الاختلاف في السعر طبعا.
شراء الـ (Followers) على «تويتر» فاحت رائحته جدا أخيرا بعد اعلان أشخاص ومؤسسات وشركات في مختلف الدول ومنها الكويت عن تخطيهم حواجز «مليونية» في عدد المتتبعين بينهم اعلاميون ونواب ومسؤولون ورجال دين ودعاة ومؤسسات معروفة، حيث يزيد متابعو حسابات معينة عشرات الآلاف خلال أيام بشكل غير منطقي ومثير للشبهة، كما ان التسلسل الرياضي الحسابي لعدد المتابعين اليومي يكشف بشكل واضح وجود ما هو غير منطقي أو حقيقي في عدد الـ Followers. فكيف يمكن لمغرد أن يحافظ على عدد متابعين ثابت لمدة أسبوع مثلا ثم يحافظ على عدد آخر ثابت في الأيام التي تليها، وهكذا..؟!
الشكوك حول الأعداد الحقيقية للمتابعين لعدد من الشخصيات في مختلف المجالات والتي تجاوز بعضها المليون متابع، زادها بل ويمكن القول انه كشف سرها الانتشار الكبير والعلني عبر الانترنت لمواقع بيع المتابعين وتنافسها في تقديم أعلى عدد بأقل سعر. فعلى سبيل المثال موقع http://getmorefollows.com/ يعرض عليك البدء بـ 1000 متابع بـ 17 دولارا أي ما لا يتجاوز قيمته 5 دنانير كويتية، وصولا إلى 25 ألف (Followers) بقيمة تصل إلى نحو 70 دينارا تحصل عليهم خلال فترة أسبوعين. أما موقع http://www.buy-followers.org/ مثلا فيعرض إضافة 5000 متابع لحسابك خلال 5 ايام على الأكثر بنحو 80 دولارا ( 23 دينارا). ويختلف أسلوب إضافة المتابعين على تويتر والمدة حسب السعر، فضلا عن أسلوب الإضافة الذي يختلف بين الإضافة بشكل أوتوماتيكي أو يدوي كما تشرح الاعلانات الخاصة بذلك.
لكن ورغم «كذب» التكنولوجيا حول حقيقة عدد المتابعين، فإنه من السهل جدا معرفة ما اذا كان هؤلاء Followers حقيقيين أم لا من خلال الدخول على حساباتهم ومعرفة نشاط حسابهم، حيث لوحظ ان غالبية متابعي أصحاب الحسابات «المشبوهة» تطغى عليها صور «البيض» والأسماء الوهمية وشبه الجمود في الحركة (بلا تغريدات) بل وقد يكونون من دول وجنسيات مختلفة لا يجمع بينهم أي رابط في اللغة.
التكنولوجيا نفسها التي مكنت «التويتريين» الساعين وراء الشهرة المزيفة تكشفهم، من خلال موقع http://twittercounter.com/ الذي يعرض احصائيات مفصلة عن حركة أي حساب بمجرد كتابة الاسم المطلوب معرفة المعلومات عنه، حيث يمكن معرفة عدد الـ Followers الذين ينضمون يوميا لثلاثة أشهر مضت، فيلاحظ مثلا ان احصائية لأحد الحسابات العشوائية التي تم وضعها لأحد المغردين تظهر انضمام 2846 متابعا خلال الفترة من 6 إلى 9 مارس أي 4 ايام متتالية، وفي الأسبوع الذي سبقه حاز على مدى 8 أيام متتالية على 1880 متابعا بشكل يومي، فهل يمكن للصدفة وحدها أن تكون السبب في ذلك؟! بالطبع لا. إذاً هي التكنولوجيا نفسها، تكذب، وتفضح في الوقت ذاته. ففي الموقع نفسه الذي يعرض الاحصاءات اليومية للـ Followers يظهر إعلان «فاضح» حول كيفية الحصول على عدد إضافي من المتابعين لحسابك عبر «تويتر».
ويبقى السؤال ما هو الدافع لمن اراد التواصل الاجتماعي مع الناس لأن يشتري «أصواتا» لا يمكن لأحد أن يسمعها طالما لا وجود لها سوى في شاشة يمكن أن تفضحه بضغطة زر؟!
كيف تكافح من يشتري followers؟
كل شخص يمكنه ان يكافح ظاهرة شراء المتابعين بخطوات سلسة وبسيطة بعد التأكد من ان الشخص هذا قام ببيع او شراء المتابعين وذلك بنسخ روابط التغريدات التي صرح بها بذلك اولاً، ثم مشاهدة الاحصائية في موقع twittercounter والتأكد من انه قام فعلاً بشراء متابعين، تليه رسالة بريدية الى ادارة «تويتر» تحتوي الروابط والاحصائية من الموقع وشرح المشكلة باللغة الانكليزية في المكان التالي:
https://support.twitter.com/forms/general?subtopic=reporting_spam
3 أمثلة لمواقع تبيع «متابعين» followers
http://www.almarion.com/twitter-followers/
http://twitter1k.com/
http://www.followerspower.com/
كيف تتم عملية بيع الـ followers؟
في احدى المدونات (Cyberidea.me) شرح مفصل عن عملية شراء المتابعين في «تويتر» وطريقة فضحها وتقديم شكوى على المغرد الذي قام بشراء متابعين ليتم النظر في امره ويكون عادة الغاء حسابه هو القرار النهائي حسب سياسة وقوانين «تويتر» الجديدة (https://support.twitter.com/articles/18311-the-twitter-rules)
ويشرح المدون 3 طرق تقليدية يتخذها باعة الـ Followers قد تتغير لكنها لن تخرج عن احد من المحاور الثلاثة:
- الاول: شخص بسيط قام بانشاء مجموعة اسماء تتراوح بين الـ 100 الى 300 اسم وقام بتخزين الاسماء تحت رقم سري واحد وحفظها في ملاحظة او (نوت باد) يقوم بتسجيل الدخول بكل الحسابات وعمل Follow لمن دفع له مبلغاً بسيطاً.
- الثاني : شخص يملك مجموعة حسابات او حساباً واحداً ضخماً وبه عدد كبير من المتابعين مثل حسابات عمل الريتويت الكثيرة يقوم بتقاضي مبلغ مادي معين لقاء عمل ريتويت لعدد متفق عليه من التغريدات نظير مبلغ مادي.
الثالث : تنقسم هذه الطريقة الى طريقتين متشابهتين في نهاية المطاف وقد يعتقد صاحب الطريقة سواء كان البائع او الشاري انه شخص ذكي لأنه استخدم طرق تمويه وبرمجة فيها، حيث يقوم بانشاء حساب «تويتر» رئيسي بعدد Followers بسيط جداً ونشاط متواضع ويكون هذا الحساب مخصصاً للتحكم بـ «البوتات» ويكون حال هذا الحساب طبيعياً جداً يكون الهدف منه فقط التحكم بـ «البوتات» واعطاءها اوامر ولنفترض ان هذا الحساب كان اسمه @Master، «البوتات» التي يتم انشاؤها عبارة عن حسابات «تويتر» حقيقية يتم دمجها بواسطة بعض تطبيقات «ويب» والتي تبرمج الحساب على ان يقوم بالبحث عن عبارات معينة يقوم اسم مستخدم معين بكتابتها والمستخدم هنا هو المثال السابق @Master، يتم برمجة «البوت» على ان يقرأ اي شيء يقوم @Master بكتابته ويتم وضع أوامر سرية في «البوت» لنفترض انها كالتالي :
عمل Follow للمستخدم : صباح الخير @user
عمل Unfollow للمستخدم : مع السلامة @user
عمل ريتويت لاخر تغريدة للمستخدم : توجيه @user
ثم بعد ذلك تتم صناعة نسخ عدة من «البوت» وقد تصل الى الآلاف دون مبالغة يتم التحكم فيها بحساب شخص واحد فقط، وهو الحساب @master، حيث يقوم الشاري بدفع مبلغ للبائع ثم يقوم البائع بتسجيل الدخول عبر حسابه @master ويقوم بكتابة الامر الذي تمت برمجته مسبقاً لعمل Follow وهو : صباح الخير. تقوم «البوتات» بتنفيذ الامر تلقائياً لانها مبرمجة عليه وتقوم بعمل Follow اتوماتيكياً.
بعض البائعين قام بانشاء اكثر من نسخة من «البوتات» ويتم التحكم بها عبر اكثر من حساب اولاً لاخفاء الجريمة، وثانياً ليتم التحكم في عدد المتابعين المباعين، اي انك تعرض 10 آلاف متابع نظير 500 دينار مثلاً، سيكون سعر كل 1000 متابع هو 50 دينارا، اذا اراد شخص شراء 1000 متابع منك ودفع المبلغ تكون انت قمت ببرمجة 10 نسخ «بوتات» مختلفة وقمت بنسخ كل نسخة لعدد 1000 نسخه مكررة، وكل نسخة يتحكم بها حساب مستقل بذاته وذات أوامر مختلفة، يمكنك هنا الدخول عبر حساب واحد وكتابة الامر وتقوم البوتات بعمل Follow ذاتياً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق