دموع حازم أبو اسماعيل : أثناء لقائه بقيادات الجماعة الإسلامية..

دموع حازم أبو اسماعيل : أثناء لقائه بقيادات الجماعة الإسلامية.. انهمرت دموع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح "المحتمل" لرئاسة الجمهورية بشدة أثناء زيارته لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، حيث لم يتمكن من استكمال حديثه حول محنة اعتقال الإسلاميين فى التسعينات أثناء فترة المواجهات مع أجهزة الأمن، قائلا: "لم أتخيل يوما ما أن أرى هذا الجمع وهذه اللحظات بنفسى".



زار أبو إسماعيل مقر حزب البناء والتنمية وكان فى استقباله كل من د.عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية والمهندس أسامة حافظ نائب رئيس مجلس شورى الجماعة، ود. عبد الآخر حماد، ود.طارق الزمر المتحدث الإعلامى باسم الجماعة الإسلامية ود. نصر عبد السلام رئيس حزب البناء والتنمية ود.صفوت عبد الغنى رئيس المكتب السياسى للحزب.

وتطرق أبو إسماعيل فى حديثه إلى فترة اعتقال الإخوان فى الخمسينات ومكوثهم فى السجن حتى السبعينات، وكذلك أعضاء الجماعة الإسلامية فى فترة التسعينات، وما تلاها، موضحا أن هذه الفترة لم تضع هباء، حيث أنهم خرجوا بعد ذلك ليقودوا الدعوة ويصيغوا مستقبل البلاد، وكأن الله كان يعدهم لهذا العمل الجليل.

بكى أبو إسماعيل بعد هذه الكلمات بشدة ولم يستطع إكمال الحديث عندما ذكر من اعتقلوا من الإسلاميين فى التسعينيات، حيث قال إنه لم يتخيل يوما ما أن يرى هذا الجمع وهذه اللحظات بنفسه بعد كل ما تعرضوا له من ظلم.

وقال المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية: إن الأعمار كانت فى الماضى صغيرة والأجساد فتية والحناجر قوية، ولا يمكن أن أنسى تلك القشعريرة التى كانت تسرى فى جسدى كلما أنشد الإخوة نشيدا من أناشيدهم الشجية الطيبة، وكنت أتذكر قول الله تعالى "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، فخشيت أن يبتلينا الله تعالى ويحاسبنا على هذا الكلام، ومن هذه الكلمات التى أذكرها نشيد: "هو الحق يحشد أجناده ويعتد للموقف الفاصل"، وعندئذ بكى الشيخ حازم ولم يستطع الكلام، فأنشد الحضور نشيد "هو الحق" مما أضفى على الجو روحانية عقد التسعينات".

وأشار أبو إسماعيل إلى أنه يخاف أن يأتى يوم الحشد ولا نكون على قدر المسئولية، موضحا أن الأوضاع حولنا تنذر بذلك، حيث أن دولا مثل ليبيا وسوريا واليمن وتونس ومصر كل هذه الدول بها معارك والكل متربص بالإسلاميين، ولكن الله عز وجل يقول فى كتابه "عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون".

وأشار إلى أن محمد على والى مصر قد ألغى تطبيق الشريعة الإسلامية بقرار ممن عينوه من العلماء آنذاك، وكان نتيجة ذلك أن الزنا فى مصر أصبح مباحا فى القانون المصرى.

وتطرق أبو إسماعيل إلى ما يثار حول دعم مرشح توافقى للرئاسة، حيث وصف الأمر بأنه تمييع، مشيرا إلى أنه فوجئ بقرار الإخوان بعدم دعم مرشح من داخل الجماعة.

واستنكر ما يردده البعض بأنه من الخطر على مصر وجود رئيس إسلامى فى هذا الفترة، وأن الأفضل هو الانتظار عدة سنوات أخرى محذرا من فوات الفرصة على التيار الإسلامى، واصفا إياها بأنها لن تتكرر.

وقلل أبو إسماعيل من الخطر الذى يروج له بشأن الرئيس الإسلامى قائلا: "لو أن القيادة والشعب يدا واحدة فلن تستطيع أمريكا أو اسرائيل أن تفعل لنا شيئا، بل ستحاولان استرضاءنا، حيث أن مصر التى يعيش بها 85 مليون مواطن تحاصر إسرائيل من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.

ورفض أبو إسماعيل المقارنة بين تجربة الإسلاميين فى مصر والتجارب الأخرى، كالتى حدثت فى الجزائر، موضحا أن الجزائر عندما تغضب فلن تجد غير الجبال تحيط بها إنما مصر إن غضبت فليس أمامها سوى إسرائيل لكى تفجر غضبها فيها لهذا فإنهم يعملون لذلك ألف حساب.

وحول تجربة حركة حماس فى فلسطين، قال أبو إسماعيل أن غزة لم تكن محاصرة سوى من النظام المصرى البائد فهم فى غزة يصنعون الصواريخ ويطورونها ونحن لم نر تقدمنا فى قواتنا المسلحة ولا جيشنا.

وحول سؤاله عن السياسة الخارجية وطريقة تعامله مع أمريكا واسرائيل وإيران والدول العربية والأفريقية، أوضح أبو إسماعيل أن السياسية الخارجية تحدد حسب دراسة كل دولة على حدة من حيث اقتصادها وسياستها وعلاقتها بالدول الأخرى، مشيرا إلى أن مصر تدهورت علاقتها بالدول الأفريقية فى الثلاثين عاما الماضية، فى حين توغلت إسرائيل هناك بل ووصل الأمر إلى أن 50% من الاقتصاد الأثيوبى يعتمد على إسرائيل مما يدعو لعدم التعجب من انصياع أثيوبيا لها.

وأشار إلى أن مصر ستتعامل مع إيران بالقدر الذى يطمئن الدول العربية، وستتعامل مع الدول العربية بالقدر الذى يحفظ كرامة المواطن المصرى، مستنكرا أن يكون لمصر ملايين المواطنين فى الدول العربية دون أن يكون لمصر أى تأثير على تلك الدول أو يحسبوا لنا حساب.

وتطرق أبو إسماعيل إلى الزراعة فى مصر، حيث ذكر أن مصر يمكنها زراعة الساحل الشمالى الذى يسقى بمياه الأمطار كما أن شبه جزيرة سيناء يوجد بها 162 ألف فدان يمكن زراعتهم وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الفول والعدس، مشيرا إلى أن حسن الاستغلال والإدارة هو ما سيحقق لمصر الاكتفاء الذاتى من جميع السلع والمحاصيل وأهما القمح.

وحول كيفية تعامله مع النشطاء السياسيين الثوريين، قال أبو إسماعيل: إن هؤلاء النشطاء لا بد أن ننظر إليهم نظرة صحيحة فكثير من هؤلاء بهم خير كثير ونيتهم سليمة وبعضهم منساقين ولكن ليسو بعملاء، أما الجزء الثانى منهم فلهم نوايا غير سليمة وهم قليلون جدا وهؤلاء جميعا سنتعامل معهم بالعدل وبالعدل إن شاء الله سنجنى الخير الكثير.

وأكد المرشح المحتمل على أنه إذا أصبح رئيسا سيوقف جميع المحاكمات العسكرية وسيفرج عن جميع النشطاء من ثانى يوم لتوليه الرئاسة.

فى السياق نفسه كشفت مصادر مطلعة بالجماعة الإسلامية إن قيادات الجماعة دخلت فى نقاش مطول مع أبو إسماعيل حول فقه المصالح والمفاسد فى حالة توليه منصب رئيس الجمهورية كما لفتت المصادر إلى أن الجماعة تفاضل الآن بين التصويت لأبو إسماعيل وأبو الفتوح.

0 التعليقات:

إرسال تعليق