اخبار ليبيا اليوم الخميس 4-10-2012,اخبار القصف الليبي علي بني وليد

 

اشتباكات عنيفة بين ثوار مدينة مصراتة المدعمين بعدد من قوات درع ليبيا، وهو الجهاز التابع للدولة الليبية، بهدف تصفية كل من لا يزال يدين بالولاء للعقيد الراحل معمر القذافي، أو من لا تروقه الثورة الليبية التي اندلعت في 17 فبراير 2011. 
وأسرت مصادر ليبية لـ"الشروق اليومي" أن هذه الاشتباكات هي بادرة لنشوب حرب أهلية في ليبيا، إذ ظهر انقسام واضح لأول مرة فيما يخص الهجوم على مدينة بني وليد التي لا تزال إلى يومنا هذا ترفع العلم الأخضر على بعض البنايات، وتحوي مجلسا موازيا للمجلس المحلي التابع للسلطة الجديدة، إذ أوضحت مصادرنا أن القرارات الانفرادية التي تتخذ في مصراتة أضحت تهدد وحدة ليبيا، كون ثوار هذه المدينة لا يختلفون عن سكان وأهالي بني وليد فكلاهما خارج الشرعية، خاصة وأن مدينة مصراتة عادة ما تنفذ اعتقالات دون صدور أمر رسمي بحجة أنها ساهمت في تحرير ليبيا من حكم القذافي، ويحق لها أن تكون صاحبة الشرعية في العديد من القرارات المؤثرة ولا سيما العسكرية.

وكشفت مصادرنا أن مدينتا سبها وسرت دخلتا على الخط خاصة وأنهما معروفتان بولائهما للعقيد الراحل معمر القذافي، وأصدرت قبائلهما بيانا شديد اللهجة أكدوا فيه وقوفهم التام مع بني وليد، وأعربوا فيه عن استعدادهم التام لنصرتهم ومدهم بالزاد والمشاركة معهم في القتال، مذكرين بأن صواريخ 40 دولة دكت مدينتي سرت وبني وليد ولم تركعا، في إشارة إلى غارات الناتو خلال الثورة الليبية.
وشدّدت قبائل سرت وبني وليد على أنه في غياب الدولة فإنهم سيتحملون لوحدهم المسؤولية وسيتصدون لكل من يتطاول عليهم. إنطلاقا من "قبائل الصحراء الشريفة من النوايل حتى القطعان شرق ليبيا، والذين كانوا أوفياء لليبيا حرة وموحدة ولم يوالوا النصارى ولم يحتموا إلا بالله العزيز القدير".
وأسفرت اشتباكات الأمس، عن وقوع قتيلين واستعملت الأسلحة الثقيلة من الجانبين، وتم فتح ممرات لإجلاء المدنيين لكن الكثير منهم رفض مغادرة بني وليد ورفض فكرة أن يقتحم ثوار مصراتة المدينة في ظل سكوت البرلمان الليبي، الذي يعتبر أعلى سلطة حاليا في ليبيا.
وكانت وفاة الشاب الذي ألقى القبض على القذافي مؤخرا، الشرارة التي أدت لمثل هذه الاشتباكات العنيفة والمستمرة، إذ ينحدر هذا الشاب من مدينة مصراتة وتم اعتقاله بمدينة بني وليد وتعرض لشتى أنواع التعذيب انتقاما من مدينة مصراتة التي تعتقل بدورها أبناء بني وليد وسرت، وتذيقهم يوميا كل أنواع التعذيب وسبق للمنظمات العالمية أن ندّدت بذلك، فأصدر البرلمان الليبي قرارا يجيز استخدام القوة لإطلاق كل المعتقلين ببني وليد دون المعتقلين بمصراتة.
وأعربت مصادرنا عن دهشتها من قرار البرلمان الليبي بالسماح بعمل عسكري ضد مدينة ليبية تحوي المدنيين، مشيرة إلى أن الأمر لا يختلف كثيرا عن ما فعله العقيد الراحل لما أمر بدك مدينة بنغازي، ووجه لها رتلا من الجيش مدججا بكل أنواع الأسلحة لإبادتها قبل أن تقصفهم قوات الناتو وتجنب العالم مجزرة غير مسبوقة.
وأضافت هذه المصادر أن كل المؤشرات توحي إلى أن الوضع الأمني سيتدهور أكثر رغم الإعلان عن الحكومة الجديدة المنتخبة، وفي ظل انتشار السلاح وفشل السلطات في تجميعه و رفض الكثير من الميليشيات المسلحة الانضمام للجيش الليبي وقوات الشرطة، وتنفيذ عمليات انتقام فردية وانفراد الكثير من المدن بالقرارات خارج سلطة البرلمان أو الحكومة، مثل رفض نقل سيف الإسلام القذافي، إلى العاصمة من قبل قبائل الزنتان ورفض مصراتة إطلاق سراح المسجونين دون محاكمات أو تهم إلى السلطات، ورفض بني وليد إطلاق سراح المعتقلين، فإن طبول الحرب الأهلية بدأت تُدق.
وأكد المرصد الليبي لحقوق الإنسان، أن الإقدام على اجتياح مدينة وقصفها بالمدافع يجعل مستقبل ليبيا واستقرارها في مهب الريح، مضيفا: "نعلم أن هناك ترسبات وتراكمات قديمة بين بني وليد ومصراتة، ونعلم أن قضية السجناء المحتجزين لدى الطرفين، هي السبب الأكبر لتفاقم المشكلة، لكن الحلول الودية لم تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام".
ورأى المرصد "إن تغييب مؤسستى الجيش والداخلية عن المشهد، وإحلال كتائب ذات توجهات قبلية وجهوية وإيديولوجيات راديكالية محلهما، جعلنا نتوجس خيفة مما قد تقدم عليه تلك الكتائب فى حالة نشوب نزاعات داخلية، وهو ما بدا واضحاً فى عملية الهجوم على مدينة بني وليد"

---
قدم رئيس الوزراء الليبي المنتخب مصطفى أبو شاقور قائمة حكومته، أمس، لنيل موافقة البرلمان، لكن نواباً انسحبوا محتجين على توزيع الحقائب، في وقت تصاعد فيه الوضع الأمني في مناطق عدة وقتل مسلحون عناصر شرطة بقنبلة . واحتشدت قوات حكومية وميليشيات حول بلدة بني وليد تمهيداً لاجتياحها على الأرجح على خلفية اشتباكات بين مسلحين من البلدة وآخرين من مصراتة .

وتدرس واشنطن شن هجمة انتقامية في ليبيا رداً على مقتل سفيرها في بنغازي، وسط انتقادات شديدة تتلقاها إدارة الرئيس باراك أوباما بعد تأكيد مصادر أن البيت الأبيض لم يستجب لدعوات دبلوماسية بتعزيز الأمن حول القنصلية قبل اجتياحها من »متشددين« في 11 سبتمبر الماضي .

0 التعليقات:

إرسال تعليق