ألا فليبشر من يكذب ويتعدى ويطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذل والهوان في الدنيا والآخرة , وإليكم هذه الحادثة فإنها شاهد على ذلك :
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمرن وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم , فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب , قال : فرفعوه , قالوا هذا كان يكتب لمحمد , فأعجبوا به , فما لبث أن قصم الله عنقه , فحفروا له فواروه ,
فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها , ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها , فتركوه منبوذا , وهذا من فضيحة الله له , لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لحق بالنصارى فكان يقول _ كما عند البخاري _ لا يدري محمد إلا ماكتبت له . فأظهر الله كذب الكاذب وانتصر لرسوله صلى الله عليه وسلم ممن تعدى عليه , وهؤلاء الذين يطعنون في رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم لهم نصيب من هذا الذل والهوان فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
وهاهو شيخ الإسلام يعقب على الحادثة المتقدمة بقوله : " ونظير هذا ماحدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة , عما جربوه مرات متعدده في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا _ أي النصارى _ قالوا : كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا , حتى نكاد نيأس ..
فإذا تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحه وتيسر ولم يكن يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة ويكون فيهم ملحمة أي : مقتله عظيمه : قالوا : حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه صلى الله عليه وسلم , مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوه فيه عليه الصلاة والسلام . وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب حالهم مع النصارى كذلك , ومن سنة الله أن يعذب أعداءه .. تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي المؤمنين ..
وفي التاريخ أيضا عبرة ولن تجد لسنة الله تبديلا .. فقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر , وكلاهما لم يسلم , لكن قيصر أكرم النبي صلى الله عليه وسلم وأكرم رسوله _ أي حامل الكتاب _ , فثبت الله ملكه , ويقال : إن الملك بقي في ذريته زمنا طويلا , وأما كسرى فقد مزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم , فقتله الله بعد قليل .. ومزقه كل ممزق , ولم يبق للأكاسرة ملك . قال شيخ الإسلام : " وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر ) فكل من شنأه و أبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره .. ولعلك لا تجد أحدا آذى نبيا من الأنبياء ثم لم يتب إلا ولابد أن تصيبه قارعه .
اقتبسته من مقال قيم بعنوان : بشرى الكئيب بنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
المصدر : فتكات
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمرن وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم , فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب , قال : فرفعوه , قالوا هذا كان يكتب لمحمد , فأعجبوا به , فما لبث أن قصم الله عنقه , فحفروا له فواروه ,
فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها , ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها , فتركوه منبوذا , وهذا من فضيحة الله له , لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لحق بالنصارى فكان يقول _ كما عند البخاري _ لا يدري محمد إلا ماكتبت له . فأظهر الله كذب الكاذب وانتصر لرسوله صلى الله عليه وسلم ممن تعدى عليه , وهؤلاء الذين يطعنون في رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم لهم نصيب من هذا الذل والهوان فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
وهاهو شيخ الإسلام يعقب على الحادثة المتقدمة بقوله : " ونظير هذا ماحدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة , عما جربوه مرات متعدده في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا _ أي النصارى _ قالوا : كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا , حتى نكاد نيأس ..
فإذا تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحه وتيسر ولم يكن يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة ويكون فيهم ملحمة أي : مقتله عظيمه : قالوا : حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه صلى الله عليه وسلم , مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوه فيه عليه الصلاة والسلام . وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب حالهم مع النصارى كذلك , ومن سنة الله أن يعذب أعداءه .. تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي المؤمنين ..
وفي التاريخ أيضا عبرة ولن تجد لسنة الله تبديلا .. فقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر , وكلاهما لم يسلم , لكن قيصر أكرم النبي صلى الله عليه وسلم وأكرم رسوله _ أي حامل الكتاب _ , فثبت الله ملكه , ويقال : إن الملك بقي في ذريته زمنا طويلا , وأما كسرى فقد مزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم , فقتله الله بعد قليل .. ومزقه كل ممزق , ولم يبق للأكاسرة ملك . قال شيخ الإسلام : " وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر ) فكل من شنأه و أبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره .. ولعلك لا تجد أحدا آذى نبيا من الأنبياء ثم لم يتب إلا ولابد أن تصيبه قارعه .
اقتبسته من مقال قيم بعنوان : بشرى الكئيب بنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
المصدر : فتكات
0 التعليقات:
إرسال تعليق